اللبنانيون منقسمون تجاه لقاح كورونا.. فكيف ستتصرّف وزارة الصحة؟

في الوقت الذي تتسابق فيه جميع دول العالم للحصول على لقاحات فيروس كورونا، من المنتظر أن يستقبل لبنان أولى الدفعات في النصف الأول من الشهر الحالي. ومواكبةً لذلك، سبق أن أطلق الوزيران في حكومة تصريف الأعمال، الصحة العامة حمد حسن والإعلام منال عبد الصمد نجد، المنصة الوطنية للتسجيل للقاح كورونا. وتجمع المرجعيات الطبية على ضرورة تطعيم ما لا يقل عن 70% من المقيمين من أجل بلوغ مرحلة “مناعة القطيع”، حيث تكون عندها البلاد محصّنة ضد الفيروس، لذا أطلقت الحكومة حملة إعلامية لحثّ اللبنانيين والمقيمين للتسجيل لتلقي اللقاح، إلا أن دراسة حديثة لـ”الدولية للمعلومات” أظهرت تدني نسبة الموافقين على تلقيه، ما سيُشكل عائقاً أمام جهود التطعيم ويزيد مهمّة احتواء الفيروس تعقيدًا.

وفي تفاصيل نتائج الدراسة التي أُجريت في الفترة الممتدة بين 30 كانون الثاني و4 شباط 2021، والتي شملت 500 شخصًا توزعوا على مختلف المناطق والشرائح العمرية، تبيّن أن 38% من المستطلعين أبدوا عدم رغبتهم بتلقي اللقاح مقابل موافقة 31%، في حين أجاب 31% من المستطلعين أنهم لم يتخذوا قرارهم بعد.

أما الأسباب الكامنة وراء موقف أكثرية 69% من المستطلعين الذين يرفضون أخذ اللقاح أو لم يقرّروا موقفهم بعد، فتعود إلى التالي: السبب الأول هو أن لدى 41% منهم خوف من الآثار الجانبية، يليه تضارب المعلومات حول اللقاح لدى 25%، وفي المرتبة الثالثة الشكوك حول فعالية اللقاح لدى 17%، بينما اعتبرت نسبة متدنية بلغت 7% أن السبب الذي أثار الخوف لديهم هو سرعة التوصل إلى اللقاح، بينما رفض الإجابة أو استندت إلى أسباب أخرى نسبة 10%، وفقاً للدراسة.

وفي هذا الصدد، أشارت مصادر في وزارة الصحة لـ”أحوال” إلى أن هذه الأرقام والنسب متشابهة على الصعيد العالمي، وهذا ما بينته الدراسات من مختلف الدول، مضيفة: “كما بيّنت التجارب العالمية أنه مع وصول اللقاحات وبدء عمليات التطعيم، ارتفعت نسبة الأشخاص الذين ينتقلون من خانة التردّد أو رفض اللقاح نحو خانة قبوله، وذلك باعتبار أن مجرّد تلقي أي شخص للقاح يتشجّع الناس المحطين به في المجتمع”.

وتابعت المصادر لموقعنا: “سابقاً، كان هناك رفض وتشكيك عالمي باللقاحات، إلا أن هذا الصوت تراجع تدريجياً في معظم الدول التي بدأت حملات التطعيم”، مشيرة إلى “أننا لسنا بحاجة لتطعيم المجتمع اللبناني كله، بل يجب الوصول إلى نسبة 70% كحدى أدنى بين المتعافين من الفيروس ومتلقين للقاح”.

هذا وذكّرت المصادر بـ”الحملة الإعلامية التي تقوم على التعاون مع الإعلاميين، من خلال تسليطهم الضوء على المفاهيم العلمية للقاح، بعيداً عن الإشاعات المنتشرة، وذلك من خلال عدم عرض وسائل الإعلام سوى للمعلومات الطبية والأكاديمية الموثوق بها”.

من جهة أخرى، لفتت المصادر في حديثها لـ”أحوال” إلى أنه “لغاية الثلاثاء الماضي، تسجّل على المنصة نحو 350 ألف لبناني ومقيم، ومن ضمنهم الطواقم الطبية”، مضيفة في ما يتعلّق بإمكانية اتباع لبنان أسلوب شهادات التلقيح: “أن التطعيم في لبنان اختياري، إلّا أنه في حال اعتماد دول العالم لهذه الشهادات، سيضطر الكثير من الناس لأخذ اللقاح لكي يتمكنوا من السفر”.

بدورها، رأت الاختصاصية في علم النفس العيادي والمرضي، غيلان البستاني أبو عقل، في حديث لـ”أحوال” أن “فيروس الخوف” هو الأكثر خطرًا على المواطنين في الوقت الحالي، وهو ما يمكن ملاحظته بشكل واضح، وذلك بسبب الإفراط في تلقي المعلومات خصوصاً أن ليس جميع المواطنين مؤهلين لمعرفة التفاصيل العلمية، إلى جانب التضليل حول اللقاحات، مضيفة: “هناك شريحة ما زالت تظن أن فئة الشباب محمية من الفيروس، وربما هذا ما يدفعها لرفض اللقاح”.

واعتبرت أبو عقل أن رفض اللقاح قد يكون لأسباب عقلانية أو غير عقلانية، موضحة أن لدى البعض “رهاب” من التجارب الجديدة، بالإضافة إلى الرهاب من الإبر والثقوب، لتختم كلامخا لموقعنا بالإشارة إلى أن التحدي الأكبر يكمن في إقناع تلك الفئات الرافضة، بقبول اللقاح وذلك من خلال حملات التوعية لتبيان أهميته، وبالتالي بناء الثقة لديهم في هذا الخصوص.

كلمات مفاتيح:



//