التعليم الجامعي عن بعد،تجربة مليئة بالتحديات

 

فرضت جائحة كورونا أساليب جديدة على مختلف الصعد الثقافية، الاجتماعية ،الاقتصادية وغيرها...   إن الانتقال من التّعلم الاعتيادي وجها لوجه إلى التّعلم عن بُعد لم يكن خياراً بل ضرورة ملّحة حين وجد العالم نفسه عالقاً في هذه الأزمة.  

 

لجأت العديد من الدول إلى تنفيذ خطط الطوارئ للتحول الرقمي للتعليم عن بعد في محاولة نبيلة لإنقاذ العام الدراسي، والبقاء على تواصل مع الطلبة، والحفاظ على استمرارية التعليم.

 

قطاع التعليم لم يكن بمنأى عن هذه التحوّلات، وكان أحد أكثر القطاعات تأثّراً، ففي ظل التحديات الصحية المرتبطة بجائحة "كورونا" ورهانات الحفاظ على السلامة العامة، برزت صعوبة اعتماد التعليم الحضوري، ليتم اللجوء إلى صيغة التعليم عن بعد، بشكل كامل أو جزئي، في عدد من بلدان المنطقة

 

الصعوبات التي يواجهها الطلاب

يعاني طلاب الجامعة اللبنانية على  وجه الخصوص من صعوبات تعلمية تعيق تلقيهم للمادة بشكل دقيق. وهذا ما أكدت عليه الطالبة في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية ثريا بحلق، حيث طرحت بعض الصعوبات التي واجهتها خلال العام الدراسي، وأبرزها افتقار الجامعة اللبنانية للبنى التحتية ما يؤدي إلى إعاقة التعلم من بعد. 

 

 

لبنان تحت رحمة الإنترنت والكهرباء  

أزمة الانترنت واحدة من الصعوبات التي تعترض التعلم من بعد لدى طلاب الجامعات.فقد أكّدت فاطمة جمعة طالبة في كلية الإعلام والتوثيق-الجامعة اللبنانية أن إنقطاع الإنترنت أثناء المحاضرة يحول دون تلقيها للمعلومات.  

 

الضرر المعنوي قائم  

وتابعت قائلة أن  الحجر الصحي وانقطاع الاتصال المباشر بين أفراد الأسرة التربوية يتسبّب بمشكلات نفسية ملحوظة. وفي دراسة أعدتها منظمة "يونيسف" أخيراً، حول تأثير كورونا على الطلاب ، فإن عدداً كبيراً منهم لم يتمكّن من الاستفادة من التعلم عن بُعد بسبب نقص الموارد وغياب دعم الأفراد البالغين وصعوبة الاتصال المباشر بالمعلمين.

 

"التعليم عن بُعد ليس في أحسن أحواله"، هذا ما أكدت عليه وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان مشيرة إلى الآثار  النفسية والجسدية التي يعاني منها المعلمين بفعل تغيير نمط الحياة. ووضعت الوزارة خطة للتدخل لكبح هذه الآثار من خلال إنشاء جهاز الإرشاد والتوجيه، عبر إعداد وحدات مستقلة للتدخل في ما يتعلق بالتوعية التربوية وحماية الطفل، ووحدة الدمج لذوي الصعوبات التعلّمية، ووحدة الصحة والبيئة التي تعمل على الشق الصحي الجسدي.  

 

أستاذة جامعية تتحدث عن الصعوبات وعن التسهيلات التي تقدمها

أشارت أستاذة محاضرة في كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية لارا شامية  إلى الصعوبات التي يواجهها الطلاب أنه يوجد نوعين من الصعوبات منها التي تتعلق بالشق التقني فالعديد من الطلاب لا يملك أجهزة الكومبيوتر وبالتالي لا يستطيع التفاعل كما يجب.

 

وتابعت قائلة أن الأمور أصبحت أفضل مما كانت عليه في العام الماضي بسبب صعوبة التأقلم. من جهة أخرى أكدت شامية أنه يوجد نوعين من الطلاب منهم من يتابع ويتفاعل في المحاضرات الرقمية ومنهم من لم يأخذ التعلم من بعد على محمل الجد.  

 

 

وأكدت الأستاذة أنه هناك سبب ثالث وهو لا يتعلق بالطلاب مباشرة  وهي لها علاقة بالاستاذ الذي يعطي المقرر فقد يواجه الطلاب صعوبة في فهم المادة اذا كان الأستاذ غير محيط بالتفاصيل التقنية التي يحتاجها.  

 

اعتبرت شامية أنه من مسوؤلية الدكتور أن يأخذ بعين الاعتبار الظروف التي يمر بها الطلاب والصعوبات التي تعترض عملية التعلم

 

 

هل يتلقى الطلاب المعلومات بشكلٍ كافٍ؟  

 

 

من المؤكد أن الأزمة التي واجهت القطاع التعليمي -بسبب تفشي فيروس كورونا- دفعت التعلم الإلكتروني نحو الواجهة، فغدا خياراً لا بديل عنه . وسيواجه المعلمون والطلاب  تحديات كبيرة لمواكبة هذا التحول المفاجئ، إلا أنه بالتخطيط المناسب يمكن التغلب على كثير من العقبات. 

 

كلمات مفاتيح:

التعلم عن بعد
كورونا
الجامعة اللبنانية
لبنان
الإنترنت
القطاع التعليمي
التعليم الإلكتروني
التعليم الجامعي
فيروس كورونا



//