حضن الوطن ضاق على أحلام أبنائه!

 

كارلوس سليم، كارلوس غصن، مايكل دبغي ،هيلين توماس، راغدة درغام، تشارلز العشي، سلمى حايك، شاكيرا، أمل علم الدين، ألبيرهيكل، إيلي صعب، زهير مراد، ريم أكرا، خوان منصور، رالف أبراهام، دونا شلالا، دارن لحود، غاريت جرايفز، شارلي كريست واللائحة تطول لتشمل المزيد من الناجحين الذين تركوا بصمتهم في مجالاتٍ مختلفة. فما القاسم المشترك الذي يجمع بين هذه الأسماء اللامعة عالميًّا! ؟ إذا بحثنا أكثر عن كل فردٍ على حدة نجد أن جميعهم ذات أصول لبنانية.

وقد قال نسيم طالب لزميله ستيفن دوبنر خلال رحلتهما إلى أمريكا الجنوبية على متن الطائرة ذاتها، أنه"إذا نظرنا إلى ١٠، ٢٠ أو ٣٠مدينة من أغنى المدن في العالم نجد أن أغنى إنسان فيها هو لبناني الأصل وكارلوس سليم خير دليل على ذلك،" استنادًا الى ما نقل موقع "الاقتصاد" التابع لموقع "النشرة" الإلكتروني.

فيما يلوم البعض من يلجأ إلى الهجرة واصفًا هذه الخطوة بالهروب أو التخلي عن المسؤولية إلا أنه لا يجوز غضّ النظر عن الظروف الصعبةالتي تواجه اللبناني محاولةً تحطيم مساره، خطف أحلامه وتعتيم مستقبله ومع ذلك يبقى المواطن الأمل الوحيد القادر على إنقاذ بلاده من الطامعين بالاستيلاء على خيراته. وجود الخلل الأمني، غياب أدنى ظروف العيش وعدم توفر فرص تساعد على تحسين هذه الظروف هي من الأسباب التي اجتمعت معا لترمي بحوالي ١٥مليون نسمة من الشعب اللبناني مشتتًا في بلاد المهجر موزعا على القارات السبع والتي كان لكل من الفساد والحروب الأهلية الأدوار الأبرز في سرقة آخر بصيص أمل في عيشٍ كريم من أعين اللبنانيين.

لقد منح الخارج المغترب اللبناني القيمة التي أُرهِق في البحث عنها ضمن حدود بلاده على عكس الغربة التي فتحت له أبواب الوصول الى المناصب وتحمل مسؤوليات سياسية لم يكن ليحلم بها لو بقيَ في وطنه تحت رحمة نظاميمنح الأولوية لورثة النفوذ والأموال. وبالرغم من قساوة الظروف التي أرغمت شريحة كبيرة من الشعب اللبناني على الهجرة إلا أنهم مازالوا فخورينبحضارتهم ومعظمهم يعود ليدعم إقتصاد بلاده أو يزيدها استثمارات في شتى المجالات.

وكما يقال فالنجاح دائمًا يولد من رحم المشقة والغنى من رحم الفقر إذ ان العقبات المتتالية التي تواجه الإنسان تخلق له حصنًا منيعًا يجنبه الانكسار تحت أي ظرف قد يخبؤه له المستقبل المجهول، مما يساعده على تجاوز التحديات الجديدة فتنمو داخله روح العزيمة والإرادة؛ على هذا النهج يصل اللبناني الى مبتغاه فيمسك بكأس النجاح. لذلك، إذا أردنا إعادة بناء لبنان فلا بدّ من الإستعانة بخبرات وكفاءة المغترب الذي قضى عمره يجمع المعرفة من تجاربه المتنوعة وحصد النجاح من العناء. هو من نمى الشوق في قلبه تجاه موطنه، وكان يحيا على ذكر اسم بلاده وهو نفسه من أحب الوطنية وتغنى بهويته فاتحد وتعاون مع أبناء وطنه دون أن يسأل عن ديانتهم. وكما قال الصحفي السياسي نورمان كازنس:"أجمل وأروع هندسة في العالم أن تبني جسرًا من الأمل على نهرٍ من اليأس،"فلعلّ المغتربين يشكلون حجر الأساس في بناء هذا الجسر في لبنان

كلمات مفاتيح:



//