هل سيرتفع سعر صفيحة البنزين إلى 100 ألف ليرة؟

 

ارتفاعٌ غير مسبوق في أسعار المحروقات أُعلن عنه الأربعاء الماضي وفق جدول تركيب الأسعار، إذ ارتفع سعر صفيحة البنزين95  أوكتان 1600 ليرة، و98 أوكتان 1700 ليرة والمازوت 800 ليرة، فيما استقر سعر قارورة الغاز.

وفق دراسةٍ نشرتها الدولية للمعلومات، فإنّ سعر صفيحة البنزين ارتفع خلال عام واحد بمقدار 7,500 ليرة. في 18 شباط 2020، بلغ سعرها 23,700 ليرة، ولكنه ليس السعر الأعلى، إذ سبق وسجلت 33,000 ليرة في نهاية العام 2010، لتأخذ بعدها بالانخفاض إلى 18,500 ليرة في آذار 2016 نتيجة تراجع الأسعار عالميًا، ثم عاودت الارتفاع.

 

هل من مبرر اليوم لأن يصبح سعر صفيحة البنزين 31200 ليرة؟

يشير الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة إلى أنّ ارتفاع أسعار النفط عالميًا وارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء خلال الأسبوع الفائت لا يبرّر ولا يساوي الارتفاع الذي شهدناه، فـ85% من الدولارات المخصصة لشراء المحروقات يدعمها مصرف لبنان، و15% من المبلغ يتم شراؤه وفق سعر السوق السوداء. الأسبوع الماضي ارتفع سعر الدولار في السوق السوداء ما يقارب 500 ليرة، وهذه الزيادة لا توازي الارتفاع بقيمة 1,700 ليرة في سعر صفيحة البنزين حتى مع الأخذ بعين الاعتبار ارتفاع أسعار النفط عالميًا.

يرى عجّاقة أنّ هذه الزيادة يمكن وضعها في عدّة سياقات محتملة، أولّها أن تكون نوعًا من أنواع الضغط الذي يمارسه مستوردو المحروقات على مصرف لبنان كي لا يُرفع الدّعم عن المحروقات. ثانيًا، قد يكون ذلك في مسعى للتخفيف من عمليات تهريب المحروقات التي تستنزف احتياطات المصرف المركزي. ثالثًا، قد يكون هذا بهدف خلق فوضى توظّف سياسيًا، ولا سيّما أنّه بعد رفع الإقفال العام وفق المراحل المقرّرة سيعود النشاط الاقتصادي إلى طبيعته، وارتفاع سعر صفيحة البنزين سينعكس على كافّة القطاعات والسّلع، ومنها المواد الغذائية التي تُضاف كلفة نقلها إلى الأسعار التي يشتري المواطنون وفقها.

ولا يستبعد عجّاقة فرضية أن يكون هذا الارتفاع تمهيدًا لرفع الدّعم، وخاصةً بعد لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي قرع جرس الإنذار كون المصرف لم يعد باستطاعته أن يصمد في وجه الانهيار الحاصل. وإذا رُفع الدّعم من دون إقرار شبكة أمان اجتماعي، يرى عجّاقة أنّنا ذاهبون نحو الفوضى لا محالة.

 

هل يصبح سعر صفيحة البنزين 100 ألف ليرة؟

في حال استمرار ارتفاع الدولار مقابل اللّيرة، ورفع الدعم عن سعر المحروقات والبنزين، تشير الدولية للمعلومات إلى أنّ سعر صفيحة البنزين سيرتفع. فوفقًا للأسعار العالمية، بلغ سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان في 16 شباط 2020 نحو 8.75 دولارًا أي 13,260 ليرة وفقًا للسعر المدعوم (1515 ليرة للدولار) وما يوازي وفقًا لسعر صرف الدولار في السوق السوداء 9,000 ليرة نحو 78,750 ليرة. مع إضافة عمولة الشركات والمحطات وضريبة ورسوم الدولة يصل السعر إلى 90,500 ليرة. وبالتالي في حال رفع الدعم وارتفاع الدولار إلى أكثر من 9,000 ليرة، وارتفاع الأسعار عالميًا فإن سعر صفيحة البنزين سيصل إلى 100 ألف ليرة وربما أكثر.

في هذا السياق، يقول ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا إن أسعار المحروقات سترتفع الأسبوع المقبل ولكن بفارقٍ أقل من الأسبوع الماضي، فتحديد السّعر يتم بناءً على عاملين هما أسعار النفط عالميًا، وسعر صرف الدولار في الأسواق المحلية. ويضيف: “نحن نطالب بأن يكون لدينا حكومة قريبًا تضع الأمور على السّكة الصحيحة”.

كلمات مفاتيح:



//