من بوابة الصين وتايوان.. موقع يحذّر من تكرار سيناريو "أزمة الصواريخ الكوبية"!

حذّر موقع أميركي من تكرار سيناريو ما عُرف باسم "أزمة الصواريخ الكوبية" التي حصلت في العام 1962 والتي جعلت العالم يحبس أنفاسه لمدّة 13 يوماً كان خلالها على أعتاب "حرب نووية"، ولكن هذه المرة من بوابة الصين وجزية تايوان المتاخمة لها.

 

وبحسب ما نقلت شبكة "سكاي نيوز" عن موقع "ناشونال إنترست" الأميركي، ففي عام 1962، كادت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي أن ينخطرا في حرب نووية بعدما نشرت موسكو صواريخ نووية في كوبا القريبة من سواحل أميركا.

وعرفت الأزمة حينها باسم "أزمة الصواريخ الكوبية" (أزمة خليج الخنازير)، وخلال 13 يوماً حبس العالم أنفاسه قبل أن تحلّ الأزمة بالوسائل الدبلوماسية.

لكن، وبحسب الموقع الأميركي، فإنّ أزمة مماثلة - أقلّ شهرة - نشبت بين الصين والولايات المتحدة، قبل ذلك التاريخ بـ4 سنوات، عندما نشرت واشنطن صواريخ في جزيرة تايوان المتاخمة للصين، وكادت تتحوّل إلى حرب كذلك.

وفي هذا الصدد، يقول الموقع إنّ العقد المقبل قد يشهد سيناريو مماثلاً، مع تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين، ومع تخلّي أميركا عن القيود التي فرضتها معاهدة الثمانينات على إنتاج الصواريخ النووية المتوسطة المدى.

وأضاف الموقع أنّه سيكون لدى الولايات المتحدة في غضون سنوات قليلة صواريخ "كروز" جديدة تطلق من الأرض وتصل إلى مديات متوسطة.

وفي حال استمرت العلاقات في التدهور بين البلدين، فقد تبحث واشنطن عن مكان لنشر هذه الصواريخ.

ووفقاً لتقرير الموقع، يمثل نشر صواريخ "كروز" الجديد في تايوان أحد أكبر مخاوف الصين، وربما تشكل ورقة ضغط تستغلها واشنطن ضد بكين قبل خوض حرب مباشرة، ومع ذلك فإن السيناريو سيقرب البلاد من أخطر مواجهة نووية كما حدث في عام 1962.

وفي تشرين الأول 2020، وافقت الولايات المتحدة على بيع 100 منظومة صواريخ دفاعية من طراز "هاربون" إلى تايوان.

وتشمل الصفقة 100 بطارية صواريخ دفاعية من طراز "هاربون"، قادرة على حمل ما يصل إلى 400 صاروخ من نوع "آر جي إم 84 إل 4"، يبلغ مداها الأقصى 125 كيلومترا، مما يعني أن مداها قادر على الوصول إلى الصين.

وذكرت واشنطن حينها أنّ الصفقة تأتي في إطار التزام الولايات المتحدة بأمن حليفتها تايوان، لكن بكّين نظرت للأمر على أنه تهديد لها.

وكانت الولايات المتحدة هددت الصين بصواريخ بعيدة المدى عام 1958، عندما أرسلت بطاريات صواريخ "ماتادور" إلى تايوان، وهذه الصواريخ مزودة برؤوس نوية وقادرة على الوصول إلى ألف كيلومتر، لكن واشنطن سحبت هذه الصواريخ في عام 1962، بسبب تقادمها، وأنهت وجودها العسكري في الجزيرة عام 1979، بعد تطبيع العلاقات بين واشطن وبكين.

ويشير موقع "ناشونال إنترست" إلى أنّ أكبر الاعتراضات التي واجهت معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة، كانت افتقار واشطن للأراضي في منطقة المحيط الهادئ، باستثنتاء منطقة "غوام" البعيدة نسبيا عن مناطق التماس مع الخصوم.

وتشكّل تايوان منطقة استراتيجية للغاية وتساعد واشنطن كثيراً، إذ أنّ الصواريخ هناك قادرة على ضرب مجموعة واسعة من الأهداف في الصين والبحر الصين الجنوبي.

وتتميز الصواريخ المنتظرة بسهولة إعدادها للإطلاق من قواعد ثابتة وأخرى متنقلة، بما يعزّز قدرة الولايات المتحدة على ضرب أهداف في عمق الصين أو السفن البحرية في عرض البحر، ويمكن أن تعرض نظام الردع النووي الصيني ونظام القيادة والسيطرة للخطر، في حال زودت الصواريخ برؤوس نووية.

وقد لا يؤدي نقل الصواريخ إلى حرب نووية، لكن من شأنه أن يقلب هذا الوضع الاستراتيجي في محيط الصين، وربما تصبح الأخيرة تحت الضغط لتقديم التنازلات.

كلمات مفاتيح:



//