هل سيساهم فوز الرئيس الإيراني المنتخب بإنجاح مؤتمر فيينا؟

ساد الجمود فيما خصَّ مؤتمر فيينّا الذي إنطلق أخيراً بين إيران وأميركا بعد فوز السيد إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية  الإيرانية. 

فإيران الآن ليست كما قبل، فهي ولدت مجدداً كالتي رافقت إنتصار الثورة الإسلامية في عهد محمد رضا بهلوي. فرئيسي هو رئيس ثوري محافظ حيث سُلّطت الأضواء عليه إعلامياً في الصلاة على جثمان قاسم سليماني ونقلت وسائل الإعلام الزاوية من جهة رئيسي ومرشد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي بالرغم من وجود رئيس الجمهورية الإسلامية آنذاك على يمين المرشد الشيخ حسن روحاني.

قناة إعلامية إيرانية أثناء تغطية مراسم الصلاة على جثمان قاسم سليماني

 اعلان فوز رئيسي كان صدمة قوية للدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية والدول الداعمة لها. وبوجود هذا الشخص يعني بحد ذاته ورقة ضغط قوية على الولايات المتحدة لتقديم تنازلات أضخم من التي شهدناها.

إن وصول رئيسي إلى الحكم أتى بعد إنتصار وإثبات معادلة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضمن معركة سيف القدس ، يعني تأكيد إيران على خيار دعم قوى المقاومة وبالأخص بعد شكر الفصائل الفلسطينية بشكل مباشر لها . بعد وصول بايدن لسدّة الحكم في الولايات المتحدة الأميركية إعتمد على وفد من الدبلوماسيين للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع ايران حول إنقاذ إتفاقية ٢٠١٥ ، ولكن مع تفشّي وباء كورونا في اميركا وما خلفه من أضرار في الاقتصاد الأميركي حتّم على بايدن الإطالة في أمد المحادثات التي يراها العديد بأنها مناورات لتضييع الوقت لعدم انفاق الكثير من رأس المال السياسي على قضية تتعلّق بإيران. بينما في نفس الوقت يرى باحثين بأن إسرائيل تقف وراء الجهود الأخيرة لتخريب البرنامج النووي. أمّا آراء المسؤولين الإسرائليين فقد ظهرت بشكل علني لإخبار إدارة بايدن مراراً وتكراراً بأنه غير المجدي العودة إلى ما يعتقدون أنها صفقة معيبة.

 

دور الاتحاد الأوروبي في المحادثات

 

بعدما توجهت إيران الى طلب المساعدة والدعم من الاتحاد الأوروبي في التفاوض على عودة العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، أتى ذلك بعد تصريح وزير الخارجية  الإيرانية محمد جواد ظريف حيث قال " الاتحاد الأوروبي يمكن ان يلعب دوراً في حل النزاع مع الولايات المتحدة الأميركية ". الطموح الإيراني يمكن ان ينجح فالطرفين شريكين في الاتفاق النووي الإيراني حتى قرّر ترامب الانسحاب. فموافقة الاتحاد الأوروبي على الاشتراك يعني ذلك بداية بنهج جديد لرئيس أميركي جديد، ومن شأن هذه المحادثات أن تجلب الصين وروسيا الى الاتفاق أخيراً وبالأخص بعد انطلاق قمة بايدن وبوتين في جنيف منذ حوالي الأسبوعين.

 

الهجوم السيبراني بين ايران وإسرائيل

احتراق سفينة خارك قبالة ميناء جارك في العاصمة الايرانية في نهاية أيار الماضي وقد تبيّن انّه هجوم سيبراني ( المصدر :رويترز في ٢ حزيران)

 

الهجوم الذي استهدف مقرات شركة التعهيد التكنولوجية الاسرائيلية “نس” (NESS) (المصدر موقع نس في ٨شباط الماضي)

في فترة راوحت الأشهر ظهرت خلالها هجومات سيبرانية في ايران وإسرائيل من حرائق في مفاعل إلى غرق سفن في وسط البحر الى انفجارات في مستودعات وتعطّل العمل الكهربائي في منشآت حيوية في كلًّ منها إلّا انها اختفت في الآونة الأخيرة عنهما حيث يمكن ان يعزّز ذلك استئناف المفاوضات في مؤتمر فيينا، فإيران لا تسعى للتصعيد في وجه إنجاح الاتفاق على البرنامج النووي الخاص بها وإسرائيل من جهتها ما زالت غارقة في احداث معركة سيف القدس والمفاوضات مع الحانب المصري للحصول على مكاسب تحافظ على مياه وجهها أمام الرأي العام الإسرائيلي ، وفي نفس الوقت العين الثانية لإسرائيل هي على مفاوضات إيران ودور الولايات المتحدة الأميركية من هذه المفاوضات.

 

ماذا يعني إنجاح مؤتمر فيينّا لإيران والعكس ؟

 

في حال خروج الدخان الأبيض من المؤتمر وإنجاح المحادثات فذلك يعني الكثير للجمهورية الإسلامية الإيرانية ويدخل ضمن مكاسب سياسية واقتصادية لها. فهي في موازيين القوى العالمية ستكون بعد موافقة الولايات المتحدة الأميركية على شروطها. أمّا إقتصادياً سيتم الإفراج عن أموالها المجمّدة في الحسابات الموجودة في البنوك الخارجية مما يعني انعاش ايران داخلياً بعد عقوبات اقتصادية امتدت لعقود من الزمن.

في حال فشل هذا المؤتمر والعودة لنقطة الصفر، هل لإيران أوراق يمكن ان تضعها على الطاولة من مواجهات كالتي حدثت مؤخراً في فلسطين؟ أم ستكون علانيةً اكثر على مستوى تدخّل الحرس الثوري لإعادة إحياء ما تبقّى من هيبتها لفرض سيطرتها الإقليمية؟.

كلمات مفاتيح:

البرنامج الايراني النووي
ترامب
علي خامنئي
رئيسي
بايدن
فلسطين
معركة سيف القدس
ايران
الولايات المتحدة الأميركية
الاتحاد الأوروبي
الهجوم السيبراني
الحرس الثوري الإيراني
بوتين
قمة جنيف
حسن روحاني



//